... سفينه الغرقانين للشاعر فتحى البريشى

اهلا وسهلا بيكم
اقدم لكم .. سفينه الغرقانين
... شعر : فتحى البريشى ...

... رصيف ..
..............
وكنت فاكر ..
إن كل من لف البلاد ..
وشاف بلاد غير البلاد ..
بقى اسمه .. سندباد ..!!
أتارى عصرنا اختلف ..!!
.. لا نهاره عاد بيشترط تطلع له شمس ..!!
ولا ليله عاد بيعتمد على السواد ..!!

..............
... مدخل ..
......................................................
.. ملعون أبو المرة اللى تطلب الطلاق ..!!
ـ وخاصة ـ لو كان راجلها محترم
أو .. حتى .. شبه محترم ..!!
وقد لعنتى للنوع دا .. م النسا ..
با افضل اللى تطوى جوزها تحت باطها
لحظة ما تدعى الندم
وتعمل إنها غلطت بدون ما تغلط ..!!
وتطفى نار الإختلاف مهما احتدم ..!!

...............
... كابينة ..
..................................................
موطئ يا دوب لرجل واحدة ع السطوح
..................................................
بدأ يشت فكرى وامتلك كيانى بأى شكل
ترسمه عفويتى
وافرضنى ـ جا .. وجتا .. وصاد .. وسين .. ـ
ولما بعدت السفينة خطوتين
فرضت نفسى
لوح خشب
مدقوق بمسمارين
مسمار فى كل طرف عربده الصدا
لو صادفت السفينة موجة خاينة
ح اكون رقم .. واحد .. فى صف الغرقانين ..
وقد ما تمنيت لنفسى مرسى أو مدى
با أتمنى اكون ..
ما زلت بااحلم بالرحيل
وما زال طريقى ما ابتدا
لكنى خدت تأشيرة خروج
والبحر عايش .. بين ـ عطش وجوع وموج ـ
فبعدت عن دماغى كل أفكار واحتمالات الهلاك
ولأنى واثق ـ إن ـ طول عمر الشقى بقى ..
كان كل دمى فى العروق
عبارة عن يقين
بأنى .. مهما درت .. واللا تهت ..
.. واللا حاربتنى السكك
ما ليش حياة واستمرارية ف أى موقع
.. مهما كان .. خلاف مكانك
.. أو .. زمان .. خلاف زمانك
..................................
وكل ما تمشى السفينة خطوتين
وكل ما اصحى من خيال
.. وضعنى وسط الغرقانين
تروح عيونى وأمتثل لنوم عميق
لكن .. بقدر ما استطيع ..
بقيت أحاول أتحكم فى حلمى
وافترضنى أى شىء ...

وموش غريب
على اللى راحل .. غصب عنه ..
.. يفترض إنه :
عروسة اتطلقت بعد الزفاف
.. بثانية .. واللا .. ثانيتين ..
..... ومستحيل .. أو .. ع الأقل ..
.. صعب جدا ..
يرضى بيها .. أى حد ..
..............................
لكن برغم الإفتراضات الغريبة
ورغم حلمى ألف مرة ومرة بالموتة الرهيبة
قدرت أسد كل باب
ممكن يسرب كبريائى .. أو ..
.. يهدر كرامتى ..
..........
وألف .. آ ... ه .. على الكرامة
لما تشعر باغتراب جوة الغريب
فى صدر أيام الرحيل

وألف .. آ... ه .. على اللى ينوى غربته
.. عن دنيا ليل ..
وبدون ما يرسم سكته
فوجئ بدربه .. ليييل .. كحيل ..

وألف .. آ ... ه .. على وطن ..
.. كان .. ليل .. فى موال العذاب ..

.. و .. آ ... ه .. يا غربة الصحاب ..
يا .. شمس .. غاوية المشى فى الضباب ..
تونس السكك وهى خايفة
لتتحرق بحسرة اللى غاب ..!!

........................................................
وتسبق السفينة شمس بكرة فى الغروب
ويومنا بيزيده الضلام
برغم ليله ما ابتداش
..........................

وتاهت السفينة عن قلوبنا .. قبل ما تتوه ..
عن عيون المزروعين ع الشط
من يوم ودعونا
حاولنا نكتم الغناوى المؤلمة :

( 1 )
حزين يا شط مكتوم البكا
خيم عليك طبل الجنازة
بنفس إيد الدقاقين إللى اغتالونا ..!!
ورحنا نندفن فى نعش فاضى ..!!

( 2 )
حزين يا شط كان علينا قاضى ..!!
شربت قهوة الصحاب .. زيادة ..
... فى المرار ...
شربنا قهوتك .. كأنها انتحار ..
وكنت مستلذنا ..
وكنا فاكرينك رغيف ودار

( 3 )
يا .. ألف .. آ ... ه ..
يا شط .. صعبة فرقتك .. وصعب حضنك ..
( إن لم يصبنا البحر بالدوار )

( 4 )
يا ليل يا عين .. يا عين يا ليل ..
سبع سكك بدون دليل
على كتف موجة مبعترة شعورها
.. جنون ..
كفرانة م الجوع والعطش
.. مشوار .. طو .. يل .. ل .. ل ..
فى جتة البحر الهزيل ..!!

( 5 )
يا عين يا ليل ..
يا بحر .. لو .. ريقك نشف .. خليك أصيل ..
بلاش تمص أوردة الشطوط ..
المرغمة .. على الرحيل ..!!
يا .. ليل .. يا .. عين ..

......................................................
ولما تاهت السفينة ولبست الموج اللعين
لبسنا توب الحسرة لحظة اختفائنا
.. لكننا ..
الألف راكب .. جوة آلاف المراكب ..
.. سندبادات .. عصرنا ..!!
حاولنا نقتل .. الليالى والعيون .. المحزنة ..
.. فى صدر موالنا الجريح ..
رفضنا نرضع من بزاز الغربة لبن الإمتثال
ورغم شدة العطش
( لم نمتثل لأى ريح )
رفعنا صوتنا معلنين بأننا :
.. لا عمرنا ح نبقى كعبة للقلق
.. ولا إحنا ملجأ للأنين
قدرنا نرسم ع الشفايف
.. غنوة .. دوت ع الملأ ..
لحظة ما قابلتنا السفينة .. الداخلة ..
.. ع الشط الحزين :

( .. ادخلوها .. سالمين ..
.. ادخلوها .. آمنين ..
.. مصر بلد .. ال ......... )

ما انتهتش الأغنية ..!!

لأن كانت البداية محبطة
ما كانش جوة روحنا شىء من العزيمة
.. فانتصر جوانا صوتنا اللى اندبح
.. من كتر ما ردد غناوى النصر
.. فى زمن الهزيمة
بدأ يكون .. لكل واحد مننا ..
أغنيته الخاصة .. ومواويله الحزينة ..

(.. ليل يا عين .. أو .. عين يا ليل ..

طلبت منك فى عز البرد يا وطنى..!!
.. غطا .. و .. رغيف .. وافتديك ..
.. ناولتنى .. كفنى .......... )

............................................
.. نويبع / عمان ــــ 1988
...........................................
... من ديوان .. غنا الشوارع ..
...........................................................
ونشرت سنة 1990 بمجلة .. أوراق ..
تصدر عن إقليم شرق الدلتا الثقافى
أى ليس لها علاقة بحادث العبارة السلام 98
.............................................................

الف شكر لك

اسجلِ اعجابي بطرحك ..
تقبل ودي وتحياتي لك

يسلمو